انكشف خبر اللقاء الذي جرى في روما في الأيام الأخيرة بين نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، وبين وزير خارجية الكيان الصهيوني إيلي كوهين.
كَشْفُ اللقاء جاء من الطرف الاسرائيلي، وقد يكون ذلك بهدف استغلاله من حكومة نتنياهو لأغراض داخلية، كما يمكن أن يكون لمزيد من الضغط للمضي سريعاً على طريق الإعتراف والتطبيع دون الاهتمام كثيراً بمصالح المتعاونين معها.
وقد علقت وزارة الخارجية الليبية، في حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الاسلاميون في طرابلس الغرب، بقولها: “إن ما حدث في روما هو لقاء عارض غير رسمي وغير مُعَدْ مسبقاً، أثناء لقاء مع وزير الخارجية الإيطالي، ولم يتضمن أي مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات بل أكدت فيه الوزيرة ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية بشكلٍ جَليْ و غير قابل للتأويل واللبس”.
مصادر عديدة أكدت أن اللقاء سبق الاعداد له مع رئيس الحكومة الليبية برعاية وضغط أمريكي، وأن وزيرة الخارجية سافرت خصيصاً لهذا اللقاء بطائرة خاصة، يرافقها إبراهيم دبيبة ابن أخ رئيس الوزراء ووليد اللافي مسؤول الإعلام في الحكومة الليبية. ثم كيف تقول وزارة الخارجية الليبية في تصريحها المذكور أن اللقاء لم يتضمن مباحثات أو اتفاقات أو مشاورات وفي نفس السطر تتحدث عن تأكيد الوزيرة على ثوابت ليبيا تجاه القضية الفلسطينية، وهل جاء وزير خارجية الكيان ليسمع منها هذه الثوابت المعروفة للجميع والتي تقدس القضية الفلسطينية، وتجرم الاعتراف به والتطبيع معه؟؟!!
يُذْكر أن عبد الحميد الدبيبة وحكومته تتشبث بالسلطة على الرغم من سحب البرلمان الليبي ثقته منها من أكثر من عام، وقد منح البرلمان ثقته حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا في 01 آذار / مارس 2022.
تحت مطالبات عديدة وجهت لرئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة لتبيان ماحدث، وخوفه من رد فعل الشعب الليبي، الذي يعبر التطبيع مع الكيان خيانة عظمى تتناقض مع القوانين والتشريعات اللليبية، جعلته يعلن توقيف وزيرة الخارجية عن العمل، ويحيلها للتحقيق قبل أن يعلن إقالتها.
وتؤكد الأخبار المتداولة أن المنقوش قد غادرت ليبيا إلى تركيا في طريقها إلى لندن. خوفاً من غضب الشعب الليبي. يذكر أن الادارة الأمريكية وجهت انتقادات عنيفة لوزير خارجية الكيان الصهيوني لكشفه خبر هذا اللقاء، الذي ساهمت أمريكا بالاعداد له منذ مدة طويلة، وترى أن الإعلان المبكر وجه ضربة لمساعيها من أجل التوصل إلى الاعتراف والتطبيع بين الكيان وحكومة الإخوان في طرابلس.
الجدير بالتنويه أن جماعة الإخوان المسلمين، الساعية للوصول إلى السلطة في عدد من الأقطار العربية، بدعمٍ واضحٍ من الإدارات الأمريكية المختلفة، سارت خلال العقد الأخير على طريق الاعتراف بالكيان والتطبيع معه، بدءاَ من التزام حكومة الإخوان في مصر باتفاقيات كامب ديفيد، والاستمرار بالعلاقات مع الكيان، إلى تطبيع حكومة بنكيران في المغرب مع الكيان، وعقدها عدة اتفاقيات معه، إلى تغيير الغنوشي زعيم حركة النهضة في تونس لمواقفه من الكيان، وصولاً إلى اللقاء الأخير بين المنقوش ووزير الخارجية الإسرائيلي.
إن دعم القوى الأجنبية لأي طرف، عربي أو غيره، لا يمكن أن يكون دون مقابل، والمقابل المطلوب من الولايات المتحدة الأمريكية، لمن يتعاون معها من الأطراف العربية، يصل إلى أهم القضايا وأكثرها قدسية؛ قضية فلسطين التي تعمل الإدارات الأمريكية جهدها على تصفيتها ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.